فصل: فصل في حركات الأمراض:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في حركات الأمراض:

قد علمت أوقات المرض فاعلم أن الحركات في الأدوار قد تكون متزايدة:في العنف فتدل على الانتهاء، وقد تكون متناقضة فتدل على الانحطاط وتشتد حركات الأمراض وأعراضها ليلاً لشدة اشتغال الطبيعة بإنضاج المادة حينئذ عن كل شيء.

.المقالة الثانية: أوقات البحران وأيامه وأدواره:

.فصل في ابتداء المرض وأوّل حساب البحران:

من الناس من قال إن أول المرض الذي يحسب منه حساب أيام البحران طرف الوقت الذي أحسّ فيه المريض بأثر المرض.
ومنهم من قال: لا بل طرف الوقت الذي طرح نفسه وظهر فيه ضرر الفعل وإنما يأتي هذا الاختلاف في الحميات التي لا تعرض بغته.
وأما اللاتي تعرض بغتة فليس يخفى فيها أول الوقت وذلك مثل ما يعرض لقوم محمومين بغتة أن تبتدىء حماهم ابتداء ظاهراً وقد كان الإنسان قبل ذلك لا قلبة به فنام أو دخل الحمّام أو تعب فحمّ بغتةً.
وأما الحميات التي يتقدمها تكسير وصداع ونحو ذلك ثم تعرض فإن الأمرين مختلفان فيه والأولى أن يعتبر وقت ابتداء الحمّى نفسها وهنالك يكون قد ظهر الخروج عن الحالة الطبيعية في المزاج ظهوراً بيناً.
وأما ابتداء الصداع والتكسير فلا اعتبار له والاطراح والنوم ليس مما يعتمد عليه فربما لم يطرح العليل نفسه وقد أخذت الحمى وإذا ولدت المرأة ثم عرض لها حمّى فلنحسب من الحمى لا من فصل في سبب أيام البحران وأدواره إن أكثر الناس يجعل السبب في تقدير أزمنة بحرانات الأمراض الحادة من جهة القمر وإن قوته قوة سارية في رطوبات العالم توجب فيها أصنافاً من التغير وتعين على النضج والهضم أو على الخلاف بحسب استعداد المادة.
ويستدلون في ذلك بحال المد والجزر وزيادة الأدمغة مع زيادة النور في القمر وسرعة نضج الثمرات الشجرية والبقلية مع استبداره.
ويقولون أن رطوبات البدن منفعلة عن القمر فتختلف أحوالها بحسب اختلاف أحوال القمر ويشتد ظهور الاختلاف مع اشتداد ظهور الاختلاف في حال القمر وأشد ذلك إذا صار على مقابلة حال كان فيها ثم على تربيع وهذا ينقسم لمحوره إلى النصف ثم إلى نصف النصف.
قالوا: ولما كان لمحور القمر في تسعة وعشرين يوماً وثلث تقريباً تنقص منه أيام الاجتماع إذ القمر لا فعل له فيه وهي بالتقريب يومان ونصف وثلث تبقى ستة وعشرون يوماً ونصف يكون نصفه ثلاثة عشر يوماً وربعاً وربعه ستة أيام ونصف وثمن وثمنه ثلاثة أيام وربع ونصف ثمن وهو أصغر دوره وربما خرجوه على وجه آخر فيخالف هذا الحساب بقليل ويزيد فيه قليلاً ولكن فيه تعسف.
فتكون إذن هذه المدد مدداً توجب أن تظهر فيها اختلآفات عظيمة وهي أيام الأدوار الصغرى.
وإذا ابتدأت المدة فكانت المادة صالحة ظهر عند انتهائها تغير ظاهر إلى الصلاح وإن ابتدأت المدة وكانت المادة والأحوال فاسدة كان التغير الظاهر عند انختام المدة إلى الفساد وأما بحرانات الأمراض التي هي في الأزمان وفوق شهر فيعدونها من الشمس ثم في هذا التقدير والتجزئة شكوك وفيها مواضع بحث لكن الاشتغال بذلك على الطبيعي ولا يجدي على الطبيب شيئاً إنما على الطبيب أن يعرف ما يخرج بالتجربة الكثيرة وليس عليه أن يعرف علته إذا كان بيان تلك العلة يخرج به إلى صناعة أخرى بل يجب أن يكون القول بأيام البحران قولاً بقوله على سبيل التجربة أو على سبيل الأوضاع والمصادرات.
واعلم أن أكثرهم يسمى بالدور ما لا يخرج به التضعيف عن جنسه ومعناه أن لا يخرج به التضعيف إلى يوم غير بحراني ومثال هذا الرابوع والسابوع فإن تضعيفهما ينتهي أبداً إلى يوم باحوري بحسب اعتبار أيام البحران التي تقع للأمراض التي يليق بها الرابوع والسابوع.
فالأدوار الجيدة الأصلية ثلاثة: دور الأرابيع وهو تام ودور الأسابيع وهو تام لكن دور العشرينيات أتم من الجميع فإن الأربعين والستين والثمانين كلّ ذلك أيام بحران.
وأما الدوران الأولان فينقصان من ذلك بسبب الكسر الذي يجب أن يراعى ولذلك تكون ثلاثة أسابيع عشرين يوماً لا أحدى وعشرين يوماً والرابوع الأول هو الرابع والرابوع الثاني فيه جبر الكسر فلذلك يكون في السابع لأنه يكون ستة أيام وشيئاً كثيراً من السابع ولذلك يقع موصولاً والرابوع الثالث يقع في الحادي عشر وهناك يجبر وقت تضعيف السابوع فيلحق السابوع الثاني فيكون في الرابع عشر ثم إذا جبرنا السابوع الثالث وقع في اليوم العشرين.
وقد جرى الأمر في الرابوعات على أن الرابوع الأول والثاني موصولان والثاني والثالث منفصلان والثالث والرابع موصولان.
فإذا جاوز الرابع عشر فقد وقع فيه الخلاف فالأفضل مثل بقراط وجالينوس ابتدأوا بالموصول فكان ترتيب الأيام هكذا السابع والعشرون موصول الرابوعات والواحد والعشرون مضاعفْ السابوعات على الفصل فتجد أسبوعين غير مفصلين يتلوهما ثالث موصول فتتم العشرون ثم مفصلاً من العشرين وهو الرابع والعشرون ثم السابع والعشرون موصولاً ثم الواحد والثلاثون مفصلات أسابيع ثم الرابع والثلاثون موصولات ثم أسبوع مفصل فيكون أربعين ثم يجري التضعيف على ثلاثة أسابيع على أنها عشرون يوماً فيكون الاتصال ستين وثمانين ومائة ومائة وعشرين ولا التفات كبير إلى ما بينها من الأيام.
وقال آخرون مثل أركيغانس أنّ بعد الرابع عشر الثامن عشر هو يوم بحران والحادي والعشرون والثامن والعشرون ثم الثاني والثلاثون ثم الثامن والثلاثون فتوصيل أسبوع.
وقد عد قوم الثاني والأربعين والخامس والأربعين والثامن والأربعين من أيام البحران وقد وللأرابيع قوة في أيام البحران قوية إلى عشرين يوماً ثم تجيء القوة للأسابيع إلى الرابع والثلاثين فإذا جاوز المريض في المرض المزمن العشرين فتفقد السابوعات.
وعند أركيغانس أن اليوم الحادي والعشرين أكثر بحراناً جيداً من العشرين الذي هو شاهد للسابع عشر بتفضيله على الثامن عشر من حيث الأسابيع ولم يجد أقراط وجالينوس ومن بعدهما الأمر على ذلك.
وكذلك الخلاف في السابع والعشرين والثامن والعشرين فإن رأي أركيغانس غير رأيهما وفضل الثامن والعشرين.
وكفلك حال الواحد الثلاثين مع الثاني والثلاثين والرابع والثلاثين مع الخامس والثلاثين والأربعين مع الثاني والأربعين.
واعلم أن من الأمراض ما بحرانه في سبعة أشهر بل في سبع سنين وأربع عشرة سنة وواحد وعشرين سنة ومن الناس من ظن أنه لا يكون بعد الأربعين بحران باستفراغ قوي وليس الأمر كذلك ولا أيضاً يحتاج أن يتغير المرض لأجل ذلك إلى الحدة أو أن يكون فيه نكس أو أن يكون فيه تركيب من أمراض وليس بممتنع في المزمن أن لا تزال الطبيعة تنضجه ثم تقوى عليه دفعةً واحدة فتستفرغه وإن كان قليلاً وكان الأكثر هو على ما ذكر ويكون الفصل فيه إما ببحارين ناقصة وإما بخراج بطيء الحركة وإما بتحلل.
قال أبقراط: إن الأيام البحرانية منها أزواج ومنها أفراد.
والأفراد أقوى في البحارين في أكثر الأمر وفي أكثر العدد ومثال الأزواج الرابع والسادس والثامن والعاشر والرابع عشر والعشرون والرابع والعشرون وما عددناه من الأزواج على المذهبين.
والأفراد مثل الثالث والخامس والسابع والتاسع والحادي عشر والسابع عشر والحادي والعشرين والسابع والعشرين والواحد والثلاثين.
ثم إن جالينوس استنكر ما ذكر في هذا الفصل من أمر الثامن والعاشر ووجده خلاف ما ذكره أبقراط:ولعل هذا القول من أبقراط من قبل أن أحكم أمر أيام البحران أوله تأويل.
واعلم أنه ربما اتصلت أيام فصارت كيوم واحد للبحران وذلك أكثره بعد العشرين كان استفراغاً أو خراجاً.
واعلم أن يوم البحران الجيد إذا ظهر فيه علامات رديئة فذلك أردأ أو أدل على الموت أكثر مثل أن يعرض منها شيء في السابع أو الرابع عشر.

.فصل في مناسبات أيام البحران بعضها إلى بعض في القوة والضعف ومقايسها إلى الأمراض:

فنقول الأيام الباحورية منها قوية في الغاية يكاد يكون فيها دائماً بحران ومنها ضعيفة جداً ومنها متوسطة وسنذكرها مفصلة بعد أن نقول: إن أول أيام البحران هو اليوم الرابع ومع ذلك ليس يكثر ما يقع فيه من البحران وهو منذر بالسابع.
وأما اليوم السابع فهو يوم قوي جيد.
واليوم الحادي عشر ليس في قوة الرابع عشر لكنه في الأمراض التي تأتي نوائبها في الأفراد كالغب قوي جداً وأقوى من الرابع عشر.
اليوم الرابع عشر يوم قوي ومن قوته أنه لا يوجد يوم يناسب الرابع عشر إلا وليس بغاية في القوة في أحكام البحران وسلامته فضلاً عن تمامه.
اليوم السابع عشر قوي وما يناسبه من الأيام قوي ومناسبته للعشرين مناسبة الحادي عشر للرابع عشر.
اليوم الثامن عشر يوم من أيام البحران القليلة وفي الأقل يناسب الحادي والعشرين.
اليوم الرابع والعشرون والواحد والثلاثون من أيام البحران القليلة وأقل منها يوم السابع والثلاثين وكأنه ليس بيوم بحران.
واليوم الأربعون أقوى من الرابع والثلاثين على أن الرابع والثلاثين صالح القوة وأقوى من الواحد والثلاثين.
واعلم أن الأمراض التي تنوب في الأفراد كالغب وأكثر الحادة هي أسرع بحراناً وبحراناتها في الأفراد فذلك تنتظر في الغب الحادي عشر ولا تنتظر الرابع عشر إلا قليلاً وإن كان في الأكثر تكون النوبة السابعة أيضاً تنحط عن الرابع عشر قليلاً والتي تنوب أزواجاً هي أبطأ وبحرانها في الأزواج أكثر.
الأيام الباحوريّة التي في الطبقة العالية: فمثل السابع والحادي عشر والرابع عشر والسابع عشر والعشرين.
وقد تكون الأدوار من الأمراض موافقة في الأكثر لعدد أيام البحران فتكون سبعة أيام الغبّ كسبعة أيام المحرقة.
وقد يكون حال عدد الشهور والسنين في المزمنات على حال عدد الأيام في الحادات فيكون للربع سبعة أشهر مثلاً وتجري إنذاراتها على قياس إنذارارت الأيام ويقع بينها من التقديم والتأخير على قياس ما يقع في الأيام وسنذكره.
فصل في الأيام الواقعة في الوسط:
هذه الأيام التي ذكرناها هي الأيام الباحورية الأصلية.
وقد تعرض لأيام البحران بسبب من الأسباب العارضة من خارج أو من نفس المرض في سرعة حركته أو بطئها أو من حال البدن من قوته أو ضعفه أو من حال أعراض تعرض كالسهر الشديد من مسهر خارج.
أو واقع من الأسباب البدنية والنفسانية إذا أفرط إفراطاً شديداً أن يقع قبلها استعجال عنها أو تأخر وإن كان لا يقوم مقام البُحران الواجب في وقته بل أنقص منه لولا السبب القوي العارض لصح البحران عندها ولم يتقدم ولم يتأخر.
لكن إذا عرض ذلك العارض وكان قوياً انحرف الوقت فتقدم أو تأخر وإن كان ضعيفاً عسر البحران ومنعه من أن يكون تاماً.
وتسمى الأيام التي يقع إليها هذا الانحراف الأيام الواقعة في الوسط ولها أحكام أيام البُحران من جهة ما وهذه الأيام مثل الثالث والخامس والسادس ومثل التاسع ومثل الثالث عشر.
فإن الثالث والخامس يكتنفان الرابع والتاسع بين السابع والحادي عشر وربما كان اليوم الواقع أولى بأحد اليومين اللذين في جانبيه أو كان اليوم البحراني الذي بين ذلك الواقع وواقع في جانب آخر أحق به فإن استعجال الحادي عشر إلى التاسع أكثر من تأخير السابع إلى التاسع وإن كان كل منهما يكون كثيراً.
فصل في قوّة الأيام الواقعة في الوسط وضعفها:
واعلم أن اليوم التاسع هو اليوم القوي المقدّم فيها ثم الخامس ثم الثالث وليس يقصر عن الرابع الذي هو الأصل قصوراً بيناً والثالث عشر كأنه لضعفه ليس مما يكون فيه بحران.
وأما السادس فهو يوم يقع فيه بحران إلا أنه يكون رديئاً فإن جاء غير رديء كان عسراً خفياً ناقصاً غير سليم من الخطر وكأنه في قلة وقوع البحران فيه ووقوعه فيه رديئاً أو غير هنيء ضد السابع وينذر به الرابع في الشر وقلما يتم به إنذار الرابع بالخير إلا بعسر فتعرض فيه علامات هائلة كالسكات والغشي خصوصاً إن كان استفراغ فيحدث غشي بقيء ويعرض فيه سقوط قوة وارتعاد ورعشة وبطلان نبض.
وإن ظهر فيه عرق لم يكن مستوياً وربما نقص فيه البحران بالاستفراغ فكان تمامه بالخراج الرديء واليرقان ويكون البول ردياً رديء الرسوب هذا إن كان سلامة وإن لم يكن فكيف يكون وسلامته تكون بعرض النكس قال جالينوس: إن السابع كالملك العادل والسادس كالمتغلب الجائر والثامن قريب من السادس.
فصل في الأيام الفاضلة والرديئة على ترتيبها كانت بحرانية أو واقعة في الوسط أو أيام إنذار:
أفضلها السابع والرابع عشر وبعدهما التاسع عشر والعشرون ثم الخامس ثم الرابع والثامن عشر ثم الثالث عشر.
واعلم أن أقوى أيام البحران حكماً وأقوى أيام الوقوع وأيام الإنذار بذلك ما كان في الأيام المتقدمة وكلما أمعن ضعف حكمها.
فصل في الأيام التي ليست بحرانية لا بالقصد الأول ولا بالقصد الثاني:
هي اليوم الأول والثاني والعاشر والثاني عشر والسادس عشر والتاسع عشر والخامس عشر أيضاً من هذه الجملة والعجب أن كثيراً منها يلي اليوم البحراني.
فصل في أيام الإنذار:
أيام الإنذار هي الأيام التي تتبين فيها آثار ما هي دلائل تغير من المادة أو دلائل استيلاء أحد المتكافحين من المرض والقوة أو ابتداء مناهضة خفيفة تجري بين الطبيعة والعلة لا للفصل ولكن للتهيّج.
أما الأول فمثل دلائل النضج وغير النضج أما دلائل النضج فمثل غمامة حمراء أو إلى بياض ودلائل غير النضج أيضاً معروفة.
وأما الثاني فمثل ظهور قوة الشهوة أو سقوطها فيه وخفّة الحركة أو ثقلها.
وأما الثالث فمثل: الصداع والكرب وضيق النفس والرعدة والعرق غير العام والاستفراغ غير التام.
فإذا ظهرت هذه الآثار في هذه الأيام كان البحران في الأيام يتلوها معلومة فكان الرابع ينذرأما السابع إن كانت علامته جيدة أو بالسادس إن كانت علامته رديئة خصوصاً في المحرقة والنائبة على أنه يكون في السابع وفي الأقل بالسابع لكنه في الغبّ يكثر على أنه يكون في السادس والتاسع أما بالحادي عشر أو على الأكثر بالرابع عشر والحادي عشر أيضاً بالرابع عشر والرابع عشر.
إما بالسابع عشر أو الثامن عشر أو العشرين أو الواحد والعشرين والسابع عشر أيضاً ينذر بالعشرين أو الواحد والعشرين والثامن عشر ينذر بالواحد والعشرين والعشرون بالأربعين.
ومن الأيام الواقعة في الوسط فالثالث بالخامس وإن كان رديئاً فبالسادس والخامس بالتاسع وإن كان رديئاً فبالثامن.
واعلم أن دلائل الإنذارات قد تنحرف عن أيامها للسبب المذكور في انحرآفات البحران عن أيامها المستحقة إلى ما قبلَها أو بعدها.
واعلم أنه إذا تلا اليوم الثاني من أيام الإنذار شيء من جنس ما كان في يوم الإنذار فالمرض سريع الحركة وتأمل العلامات المعجلة والمؤخرة واحكم في أيام الإنذار التي ينذر بها إن أعجلت أو أخرت من ذلك.
فصل في تعرف أيام البحران:
إذا أشكل تَعَزفِ أيام البحران يحتاج إليه لأغراض كثيرة: فإنه يجب عليك إذا كان البحران قريباً أن تدبر تدبيراً ما وإن كان بعيداً أن تدبر تدبيراً آخر.
ويجب في أيام البحران وما يقرب منها أن تدبر المريض تدبيراً خاصاً فلا تحركه البتة بدواء فإنه ربما عاون الطبيعة على الاستفراغ فأفرط إفراطاً شديداً وربما ضادها في الجهة فولد تكافؤ الإيجابين ولم يكن استفراغ وفي ذلك ما فيه.
ويجب في تعرف أيام البحران أن تراعي أيضاً الأمور المغيرة لأيام البحران المعلومة.
ونحو التعرف منقسم إلى وجهين: أحدهما في بحران المرض مطلقاً والآخر في تعيين البحران من جملة مدة كان فيها البحران فربما طال أيام البحران يومين ثلاثة فأشكل أنه إلى أيهما ينسب.
أما الوجه الأول فيستدل عليه من وجهين من علامات قصر المرض وطوله ومن طبائع الأمراض وقواها.
أما الاستدلالات من علامات الطول والقصر فإنما يكون على انقضاء المرض مثل أن يكون المرض ليس مما يمكن أن ينقضي في الرابع وما يليه ويمكن أن ينقضي في السابع وبعده.
فإن ظهرت علامات النضج ظهوراً جيداً فيما يلي الرابع رجي أن يبحرن في السابع.
وإن ظهرت علامات طول المرض المذكورة في بابه علم أن بحرانه يتأخر وتكون عاقبته بغير بحران وإن لم يظهر أحدهما رجي أن ينقضي المرض ما بين السابع والرابع عشر.
وأما الاستدلال من طبائع الأمراض فمثل أن اليوم الفرد أولى كما علمت بما يتحرّك من الأمراض في يوم فرد وبالحارة لحادة والزوج بما يخالفه.
وأما الوجه الثاني فيستدل عليه من وجوه من قياس الأدوار ومن عدد أوقات البحران وزمان البحران ومن استحقاقات الأيام وقواها.
أما الاستدلال من قياس الأدوار فمثل ما علم أن اليوم الزوج أولى بمرض والفرد أولى بمرض.
وأما من زمان البحران فأن تنظر وتتعرف أن المعاناة في أي اليومين كانت أطول فيجعل له البحران إلا أن يمنع ما هو أقوى حكماً من حكم هذا الدليل ومن هذا الباب ما يجب أن يجعل البحران فيه لليوم الأوسط من أيام ثلاثة مع الشرط المذكور.
وأما الاستدلال من قوة الأيام وطبائعها فمثل أن يكون العرق ابتدأ في الليلة السابعة ولم يزل يعرق في الثامن نهاره كله فإن البحران يكون للسابع لا للناس.
وإن أقلعت الحمّى في الثامن ولو كان على خلاف هذا فابتدأ العرق في الثالث عشر ولم يزل المريض يعرق إلى الرابع عشر وتقلع الحمى في الرابع عشر فإنما ينسب البحران إلى الرابع عشر وذلك لأن الثامن والثالث عشر ليسا وأما الاستدلال من اجتماع الأحكام فمثل ما سلف ذكره مثال الرابع عشر فيما كرنا لأنه اجتمع فيه العرق والإقلاع معاً.
وأما الاستدلال من الأيام المنذرة فأن تنظر هل وجدت في الأمثلة المذكورة إنذاراً من الرابع فتجزم بأن البحران للسابع أو في السابع أو تجدها في الحادي عشر فتجزم أن البحران للرابع عشر.
فصل في بيان نسبة أيام البحران إلى أكثر الأمراض:
قد علمت أن الأمراض الحادة جداً يجب أن يكون بحرانها إلى السابع والتي يليها في الحدة يجب أن يكون بحرانها إلى الرابع عشر وإلى العشرين والتي تليها فإلى الأربعين ثم بعد ذلك بحارين الأمراض المزمنة مطلقاً إذا كانت للمحرقة تشتد في الأزواج فإن ذلك علامة رديئة وكثيراً ما تقتل في السادس وينذر به الرابع ويكون فيه عرق بارد ونحو ذلك وما كان مثل السرسام فإنما يكون بحرانه في أكثر الأمر إلى الحادي عشر مع حدّته لأن ابتداء معظمه يكون في الأكثر بعد الثالث والرابع ثم يبحران في أسبوع ثم القول في الحميات وأيام البحران.